logo

الموقع الرسمي للبهائيين في تونس

people

حوارات سائدة في المجتمع

في هذه الصفحة نقترح عليكم وجهة النظر البهائية حول بعض المواضيع المطروحة في الحوارات السائدة في مجتمعنا حاليّا:

هويتي.. إنسانيتي

شادية طرودي|| 2015-01-28

يغرق عالمنا اليوم في دوامة من الصراعات والحروب وتتعالى دعوات التفرقة والعنصرية التي تركز على الاختلاف وتعدد الهويات وأصبح إلغاء الآخر الطريق الوحيد لتأكيد الذات...وكأن العالم لا يتسع للكل. فتصبح الهويات المتنوعة للبشر "هويات قاتلة" كما أسماها الأديب أمين معلوف الذي تساءل إن كان " قانون الطبيعة أم قانون التاريخ الذي يحكم على البشر بالتناحر باسم هويتهم؟" البشر كانوا ولا يزالون مختلفين في انتماءاتهم وأفكارهم وأعراقهم ولن يكون لذلك تغيير ولا تبديل فهل سيكون الصراع والتناحر أزليا إذا؟ لذلك علينا أن نعي أن الإنسانية إذا توصلت في يوم ما لتفادي مظاهر الصدام فليس لذوبان الفروق التي ستظل قائمة دائما وأبدا ولكن ببساطة لأنها توقفت على أن تكون سببا للصراع. فأي هوية تمكننا من التعايش والمشاركة وإثبات الذات دون إلغاء الآخر؟ أي هوية تجعلنا نتناغم مع أنفسنا ومع الأخر ومع الكون؟

لقراءة المزيد




نحو بناء مواطنة فعالة:

هذا المقتطف مستخرج من "مغربنا في التحرير والتنوير" على قناة نسمة Nessma TV بتاريخ الخميس 26 ديسمبر 2013

السؤال الماثل أمامنا هو كيف نوفر محيطا يحفز على المسؤولية ومواتٍ للتقوية الفكرية والرّوحانيّة لدى الأفراد الذين يرون أنفسهم عناصر فاعلة لتعلّمهم الشّخصيّ، وأنصار مساعٍ مستمرّة في تطبيق المعرفة لتحقيق التحوّل الفرديّ والجماعيّ؟ كيف نضمن أن الحصول على المعرفة والمشاركة في توليدها وتطبيقها ونشرها هي مسؤولية يضطلع بها الجميع؟ ألا يستفحل التطرف في فضاءات تغيب فيها المعرفة وتكون عقلية الوصاية متفشية؟


هذا المقتطف مستخرج من "مغربنا في التحرير والتنوير" على قناة نسمة Nessma TV بتاريخ الخميس 02 جانفي 2014

كيف يمكن تطوير قدرات مواطن يصبو إلى خلع رداء التّكاهل والتّكاسل الذي فرضه عليهم المجتمع والعمل جنبًا إلى جنب مع مواطنيه في أحيائهم وقُراهم لبدء عمليّة من التّحوّل الجماعيّ؟ كيف يمكن أن تصور المشاركة في الشأن العام شأنا يمسّ ويشغل الجميع كل حسب مواهبه وقدراته؟ كيف يمكن أن نرى التّغيير الاجتماعي ليس كمشروع تنفّذه مجموعة من النّاس لصالح مجموعة أخرى؟





مساواة المرأة والرجل

يرى البعض المرأة "مكمّلة للرجل" و البعض الآخر يراها "مواطنة كاملة". والبعض يعتقد أنّ "مكانها الطبيعي هو البيت" و آخرون ينادون بتعدّد الزوجات.ولمّا كان البهائيّون منخرطين في مشاغل مجتمعهم اقتداء بنصيحة حضرة بهاءالله:

” اهتمّوا اهتماما عظيما بمقتضيات زمنكم، وركّزوا مداولاتكم حول مطالبه
وحاجاته الملحّة “

فإنّنا نستعرض في ما يلي وجهة النظر البهائية حول هذا الموضوع مقتبسة من بيانات وتقارير الجامعة البهائية العالمية و عنوانها ”دور الرّجال والفتيان في تحقيق المساواة بين الجنسين.“ (1)

يرى البهائيون أنّ التّطوّر الكامل للمجتمع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتقدّم المرأة. ذلك أنّ مجتمعًا يتّسم بالمساواة بين الجنسين سوف يخدم مصالحهما معًا، فيمكّن الرّجل والمرأة من التّطور بطريقة أكثر توازنًا وتعدّدًا في نواحيها المختلفة، ونبذ القوالب النّمطية الجامدة، و هما أمران حيويان للغاية لتغيير القوّة المحرّكة للعائلة، ويمنح النّساء الحقّ الكامل في دخول عالم العمل. كما أنّ هذا التطوير يُمكّن الجنسين من التعرّف على الاحتياجات الخاصّة بكلّ منهما، ممّا يوجِد وعيًا ذا أهميّة حيويًّة لحلّ القضايا المرتبطة بصحّة المرأة. ويمكّن أيضًا استبدال العلاقات غير المتكافئة والميول نحو الهيمنة والعدوانيّة بشراكات حقيقيّة بين الجنسين تتّسم بالتّعاون وتقاسم الموارد وصنع القرار.

من هذا المنطلق يلتزم البهائيون بالتغيير والتحوُّل الاجتماعي المتطوّر للقيم الأساسيّة، حتى في مناطق العالم الأخرى التي تُفرض فيها التّقاليد الثّقافيّة عقبات على طريق تقدّم المرأة. إنّ التّغيير الذي تبقى آثاره يأتي من خلال التّعاون البنّاء بين الرّجال والنّساء وليس من خلال المواجهة بينهما. وبالتّالي، فإنّنا ندعو جميع أفراد المجتمع لتشجيع ودعم النّساء لتطوير كامل قابليتهنّ، والعمل من أجل نيل المساواة وحقوقهنّ الإنسانيّة، مدركين أنّه يمكن تحقيق أكثر من ذلك بكثير على المدى الطّويل إذا عمل الرّجال والنّساء معًا. لذلك، يتمّ داخل الأسرة، تعليم الفتيان والفتيات احترام جميع الإناث، ويتمّ وضع التّدابير العمليّة المتنوّعة لتعزيز مشاركتهم في دعم وترويج المساواة بين الجنسين كهدف مشترك للمجتمع.

ينظر البهائيّون إلى تقدّم المرأة على أنّه عمليّة عضويّة مستمرّة تتوافق مع قوى التحوّل الاجتماعيّ والتحرّك نحو الاعتراف بوحدة الجنس البشري. إنّنا نوصي بالإقدام على بداية، مهما كانت متواضعة، بتربية وتثقيف الفتيان منذ المراحل الأولى من تطوّرهم الاجتماعيّ بمبادرات هي ضمن الحدود المرسومة أعلاه، وبإشراك الرّجال ودعمهم لهذه العمليّة من أجل تعزيز إدراك أكثر وعيًا بأنّ مصالح الرّجال والفتيان مرتبطة بمصالح النّساء.

(1) مكتب الأمم المتحدة - بيان خطيّ مُعدّ للجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة في دورتها الثامنة والأربعين البند الثالث فقرة من جدول الأعمال المؤقت 1-12 مارس 2004 - نيويورك- الولايات المتحدة الأمريكيّة.